Thursday, February 21, 2008

هل يمكننا التحكم فى مشاعرنا؟

وفقني الله تعالي هذا الصباح لمشاهدة جزء من برنامج 3*5 للدكتور مريد الكلاًب على قناة الرسالة الفضائية، و كان يتحدث عن التحكم فى الأحاسيس و المشاعر و منعها من التحكم فى تصرفاتنا بشكل سلبى.

وضح الدكتور تمكن الانسان من تغيير مشاعره تجاه شىء معين من الكراهية إلى المحبة و ضرب ثلاثة أمثلة من الحياة الواقعية لأشحاص نجحوا فى تحقيق ذلك –لعله ضرب أكثر من ذلك و لكنى غلبنى النوم بعد المثال الثالث-.

أول مثال كان عن أحد أصدقائه الذى شكى له عدم قدرته على محبة زوجته، فنصحه الدكتور بأن يتصنع محبته لها، و يتصرف و كأنه يحبها بشدة، و بالفعل اتصل به صاحبه بعد فترة قصيرة مبشراً بأنه لم يعد يتكلف فى تصرفاته معها، و أصبح يقوم بها بداعى المحبة التى بدأ يشعر بها تجاهها.

المثال الثاني كان عن صديق آخر يشكو من عمله و كراهيته للشركة التى يعمل بها، حتى أنه لا يطيق الجلوس فيها، بالرغم من مركزه المتميز بالشركة و راتبه الممتاز، فنصحه الدكتوربأن يبحث عن أكثر العاملين محبة للشركة و التصرف مثله و ترديد عباراته المعبرة عن حبه و إخلاصه للشركة. و بالفعل نجح في تغيير كراهيته للشركة إلى محبة.

و آخر مثال كان تجربة شخصية للدكتور مع القهوة، فقد كان يكره القهوة بشدة و يتعجب كثيراً ممن يشربونها ليلاً نهارا، حتى سافر ذات مرة إلى تركيا، و كلما استضافه أحد قدم له القهوة، و الدكتور يضطر إلى شربها مجاملةً.
فقال أنه كانت تقدم له ما لا يقل عن خمس فناجيل من القهوة يومياً، حتي بدأ فى اليوم الخامس يشتاق إلى رائحة القهوة، و شربها.

و من هنا وصل الدكتور إلى قاعدة "اعمل .. تحب" أى أنك يمكنك اكتساب المحبة بالعمل و التحكم فى مشاعرك و أحاسيسك لتعمل على تحسين حياتك بدلاً من أن تتحكم هى فيك و فى مسار حياتك.

و لكن شغلني الموضوع بعدها..فكل الأمثلة التى ذكرها الدكتور كانت عن تحويل الكراهية إلى محبة فماذا عن تحويل المحبة إلى كراهية؟ أو تقليل الإنسان من تعلقه بما يضره؟ فتساءلت هل يمكن لذلك النوع من التغييرأن يكون مطلوباً أو مفيداً؟

مثلا الشخص المدخن، يجب أن يحول حبه للسيجارة إلى كراهية فيعرض عن التدخين، أو شخص يقع فى معصية أخرى و يريد أن يتوقف عنها، أو لاعب كرة يريد أن يعتزل بالرغم من قوة حبه و تعلقه بلعب الكرة، أو رجل طلق زوجته و يرغب فى العودة إليها و هى رافضة.

و لكنى أعتقد أن تحويل الكراهية إلى محبة أيسر من تحويل المحبة إلى كراهية، و ذلك للفطرة التى خلق اللهُ ابن آدم عليها، و المحبة و الرحمة التى وضعها فى قلبه، مهما قسى القلب فالرحمة لا تغادره قط، و الدفء مختبىء معها.

و لكن هل من الممكن تحويل المحبة إلى كراهية أو التخلص منها؟ لعلى سأحاول كتابة رأيى فى إجابة هذا السؤال فى المرة القادمة إن شاء الله.

و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا و أن ينير لنا قلوبنا و عقولنا و أن يوفقنا إلى ما يحبه و يرضاه.

1 comments:

Hend said...

Very nice hebaz :)
Hend Amin