Sunday, November 22, 2009

نسينا



غضب، أسف، حزن و قلق ... مشاعر متداخلة تصف ما خلفته الأحداث المؤخرة من أثر فى نفسى، و السخط من معظم ردود الأفعال، و تراكمت الاعتراضات فى ذهنى حتى أننى لم أعد أحصيها من كثرتها، و كلما جلست أمام التلفاز لا أجد حديثا يشغل الناس سوى كراهية الجزائر و المطالبة بالانتقام منهم و ألمح الغضب قد بدأ يتسلل الى ذهنى، فأطفئ التلفاز و أقرر الاستعانة بالكميوتر لنسيان الأمر و لو لبضع دقائق و ما أن أفتح الموقع الالكترونى صديق الملايين "الفايس بوك" فأجد الوطنية قد اشتعلت لدى كل المعارف و الأصدقاء لمواجهة عدو جديد ظهر على الساحة يسمى "الجزائر"...أشهد الله أنى ما وجدت فى نفسى الآن و أنا أكتب كلمة "الجزائر" الا مودة..و عقل قلق من أن يضطر لمحو و استنكار هذه الكلمات يوما إن تبدلت مشاعره، سائلا رب العقول أن يسدده

لماذا نسينا أيام مباركة انتظرناها للتعبد فيها و لطلب المغفرة و النجاه من رب المغفرة و النجاة؟ نسينا التفكر فى الحج و شعائره و طلب الكرامة من الله بزيارة البيت الحرام؟ نسينا انتخابات الرئاسة؟ نسينا أنفلونزا الخنازير و تدهور التعليم بالمدارس و الأسر القلقة على أبنائها سواء من المرض أو من الفشل الدراسى؟ نسينا حربا قامت على النقاب؟ آآآه يا بلد كلك مشاكل

أم نسينا مشكلة نشأنا عليها و صار الحلم بالقضاء عليها أبعد الأحلام عنا، فألقيناه فى حقيبة المستحيل لنخرس إلحاحه الموجع فى آذان خذلاننا و لنريح ضمائرنا...نسينا الأقصى؟ القدس؟ اليهود؟
.نسينا عدوا يئسنا منه و لكنه أبدا لم ينسانا، أدرنا له ظهورنا فى الوقت الذى يهم فيه بالقضاء علينا، سفاهة منا لا أكثر


...نسينا أم تناسينا؟ كفاك يا بلدا جرحت قلبى و أخشى أن يطيش يوما بسببك عقلى