Thursday, June 23, 2011

القوارير



فى صمت
حدثته فغضب و علا صوته، كادا أن يتشاجرا. فوضعت له العشاء و خرجت تجلس فى صمت تفكر، هل أخطأت بحقه أم أنه بالغ فى ردة فعله، و بينما هى على هذا الحال خرج حاملا الأطباق الفارغة، وضعها بجانبها ثم مسح بيده على رأسها مصالحا إياها، فتحولت كل الأفكار برأسها إلى دموع منهمرة من مقلتيها.
كم تكره عصيان دموعها حين تأبى الاختباء

لم يفهموها
اجتمع الجميع ضدها، كيف تقدم له الكثير و تضحى من أجله بالكثير، و تتحمل فى سبيل التمسك به الكثير
لم يستطيعوا التخيل أن الأنثى حين تحب و تشعر بالحب تعطى بلا حدود و تضحى بلا حدود و تحتمل بلا حدود
فلتحتمل من أجله، و ليكافح من أجلها، و ليحفظ لها ربها قلبها من الغدر و الوجع

كشف عن جرح دون قصد
قال محاولا المساعدة، لعل المشكلة فى أسلوب حياتك، لعلها مليئة بالواجبات و المسئوليات و عليك التعامل مع الأمر بالإيمان و ... لم تسمع آخر الجملة و لكنها شردت للحظات، و مر شريط سريع من حياتها أمام عينيها، و تساءلت فى نفسها: لكننى راضية ربى، هل نطق لسانى بالتذمر؟ أعلم أنك لا تحملنى فوق طاقتى، رب اغفر لأمى، و سمحت لدموعها بالخروج دون أن يشعر بها عبر سماعة الهاتف، و دعته يكمل حديثه دون التعليق على هذه الكلمات.

كم تكره الحيرة، و عدم القدرة على اتخاذ القرار، خاصة عندما لا تستطيع الجمع بين عقلها و قلبها على رأى واحد، و يأبى كل منهما الخضوع لرأى الآخر. فتسأل بارئها أن يساعدها على الفصل فى الأمر، و تكتشف لأول مرة أشياء لم تكن تعرفها عن نفسها، و ينتهى الموقف باتخاذ القرار، و تخرج من التجربة أكثر فهما لنفسها و احتياجاتها، داعية بارئها أن يمنحها إياها

....رفقا بالقوارير

0 comments: